صدام والصدر
أعلن رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، اليوم الجمعة، عن إلقاء القبض على المتورطين في اغتيال المرجع الديني محمد باقر الصدر وشقيقته المعروفة بـ"بنت الهدى"، واللذين تم إعدامهما في عام 1980. وأكد السوداني أن الجهود الأمنية مستمرة في ملاحقة المجرمين وتقديمهم للعدالة، مشددًا على عدم الإفلات من العقاب.
وُلد محمد باقر الصدر في 1 مارس 1935 بمدينة الكاظمية في العراق. ينتمي إلى عائلة الصدر العلمية الشيعية، وكان والده حيدر الصدر، ووالدته كريمة الشيخ عبد الحسين آل ياسين.
برز الصدر كمرجع ديني شيعي ومفكر وفيلسوف، ويُعتبر من أبرز مؤسسي حزب الدعوة الإسلامية ومنظري أفكاره. له مؤلفات مهمة في الفكر السياسي الشيعي.
في 9 أبريل 1980، أُعدم الصدر مع شقيقته من قبل النظام العراقي آنذاك، بتهمة التخابر مع إيران. وقد أُعلن اليوم عن إلقاء القبض على المسؤولين عن هذه الجريمة بعد مرور 44 عامًا على وقوعها.
تجدر الإشارة إلى أن محمد باقر الصدر كان له تأثير كبير في الفكر الإسلامي الشيعي، وساهمت كتاباته ومواقفه في تشكيل مسارات الحركات الإسلامية في المنطقة.
المصير المحتوم
محمد باقر الصدر، كان أحد أبرز المفكرين الشيعة في القرن العشرين، لعب دورًا بارزًا في تطور الفكر الإسلامي الشيعي في العراق. كان رجل دين، فيلسوفًا، واقتصاديًا، وأحد المؤسسين الأوائل لحزب الدعوة الإسلامية، ما جعله في صدام مباشر مع النظام العراقي آنذاك بقيادة الرئيس صدام حسين.
النشأة والمسيرة العلمية
وُلد محمد باقر الصدر عام 1935 في مدينة الكاظمية بالعراق، لعائلة علمية بارزة. التحق بالحوزة العلمية في النجف في سن مبكرة، وأظهر نبوغًا استثنائيًا في الفقه والأصول والفلسفة، ما أهّله ليصبح أحد مراجع التقليد البارزين رغم صغر سنه. كان له تأثير كبير على الحركات الإسلامية الشيعية في العراق وخارجه، وقدم إسهامات فكرية مهمة في مجالات الاقتصاد الإسلامي والنظرية السياسية الإسلامية، مثل كتابيه "اقتصادنا" و"فلسفتنا".
الصدام مع النظام العراقي
مع تصاعد المد الشيعي في العراق وتأثر العديد من الشباب بأفكار الصدر، بدأ النظام البعثي ينظر إليه كخطر محتمل. دعم الصدر الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، ما زاد من التوتر بينه وبين السلطة في بغداد
في عام 1980، ومع تنامي نفوذ حزب الدعوة الإسلامية، أطلق النظام حملة اعتقالات واسعة شملت اعتقال وإعدام العديد من أعضائه. كان الصدر أحد أبرز المستهدفين، فتم اعتقاله في أبريل من ذلك العام مع شقيقته بنت الهدى، وهي ناشطة دينية بارزة.
ملابسات الاعتقال والإعدام
بعد اعتقاله، نُقل الصدر إلى بغداد، حيث وُضع تحت الإقامة الجبرية ثم خضع للتحقيق. وفقًا لمصادر متعددة، تعرض الصدر لتعذيب شديد خلال فترة اعتقاله، وأعدم في 9 أبريل 1980، بقرار من السلطة العراقية.
لم تعلن الحكومة رسميًا عن طريقة إعدامه، لكن تقارير غير رسمية تشير إلى أنه أُعدم شنقًا بعد تعرضه للتعذيب، بينما نُقل جثمانه إلى النجف لدفنه سرًا.